الهلاليون يتابعون ما يحدث في النصر أكثر من متابعتهم لشأن فريقهم وهذه حقيقة لا تقبل الجدل كونهم لم يستفردوا بالجو إلا حينما تعرض جارهم لكبوات متتالية وبالتالي فإن اختيار الإدارة الجديدة للنصر وفق تطلعات الجماهير تعد حدثاً هاماً فمنذ رحيل الرمز النصراوي لم يتفق الجمهور على رئيس مثلما اتفقو على فيصل بن تركي.
لكن دعونا نتعرف على نوعية هذه المتابعة الهلالية وما تشكله عودة النصر من جديد في جنابة جارهم الأزرق خاصة إذا عرفنا أن الهلال لم تقم له قائمة إلا حينما غاب النصر أو بالأصح أن الفريق النصراوي لم يصل إلى ما وصل إليه من تراجع خطير طيلة السنوات الماضية إلا لأنه وضع الهلال نصب عينية وأخذ يتفنن في ضربه بالضربات القاضية لدرجة الاستسلام الأمر الذي جعله يتوقف عند هذا الحد وبالتالي نفذ من بين يديه الهلال واتجه صوب البطولات ساعده في ذلك قدرة إعلامه على حبك مقولة ليست من الواقع في شيء أن الهلال (أسطورة كروية) ليس لها مثيل.
بطبيعة الحال هذه الأسطورة الهلالية واجهت واقعاً مختلفاً حينما انبرى لها الأصفر الآخر ليقف في مقدمة الصفوف ألا وهو الاتحاد وبقي ينازلها عياناً بياناً ليسقطها في كل محفل ومع تخوف الهلاليين من استفاقة العملاق النصراوي أخذ الشباب يفوز على فريقهم بنتائج ثقيلة حتى أن تعادله في الدوري تحول إلى كارثة بالنسبة لهم ومع تزايد الضغط على الهلال من جهة قدرة الاتحاد وبرود الشباب جاءت الفرصة ليفيق غضب النصر وهي حسبة بالفعل تقلق الهلاليين كثيراً .
صحيح أن النصر مارد يأكل الأخضر واليابس إذا استيقظ وبالتالي فليس من مصلحة الجميع دعمه دون شروط، لكن وبكل المقاييس عودته تعني تغير الكثير من الموازين الكروية والتي قد تكون مفيدة للبعض ومصيبة على البعض الآخر ولأننا عشاق هذا المارد منذ دندنة ماجد عبدالله في ليالي (الملز) وتغريد يوسف خميس وعزف محيسن الجمعان ومن قبلهم أجيال توالت على الفوز على الهلال، فإنه لا ضير أن يطير بها النصر ويعوض سنوات صبر جماهيره الوفية.
كل أمنياتي لإدارة النصر الجديدة أن تحافظ على هيبة النصر التي إذا حلت على طاولة نقاش ما بين الأندية انفض المجلس وهو يهرول وعلى سريتها وخطواتها الاحترافية واللعب في صمت، لأن وقت الحديث سيحل مع منصات الذهب والفوز والتتويج.
منقول
جريدة الرياضي
بقلم فواز الشريف