بسم الله الرحمن الرحيم
الأقلام المتكلمة و ورق الكشاكيل
(هناك أشياء لم تمنعها بساطتها من أن تصنع لها مقطعاً كبيراً فى أنشودة الحياة)
- لماذا الأقلام المتكلمة و ورق الكشاكيل؟
- أنا ورقة
* (ما قصتى مع الأقلام والأوراق...؟!!!)
سؤال استوقفنى فى مخيلتى ..... هل أشتاق لطفولتى !..... أم يحمل هذان الاثنان مدلولا آخر فى كينونة اللا وعى فى نفسى !.....
لا أعلم و لكن هناك شئ واحد أعلمه أنى عندما أسمع عنهما لاأفكر إلا فى أعظم إختراع عرفته البشرية ألا و هو
الكتابة......هذان الشيئان رغم بساطتهما ..... صنعا معا مقطعاً كبيراً فى أنشودة الحياة......فعندما يتكلم القلم دوما يكون المُنصت ورقة .... و لا يملك القلم لسان و لا تملك الورقة أذان.....فيالها من مشقة حملها معا الاثنان!
لم أنتهِ بعد من إجابة سؤالى حتى يبادرنى سؤال آخر ليشتت ذهنى
(حسنا ...ما الذى أُخترع أولا ...القلم أم الورقة ؟! )دعونا من هذا الحديث.... فلا يهم متى بدأ الشئ و لكن بما جاء به
- أنا ورقة
هى جملة مثلما دغدغت مشاعرى صخباً .... دغدغت عقلى أفكاراً ..... مثلاً لو وجدت مصباح علاء الدين (و قال لى : ماذا تريدين أن تتحولين ؟)......بديهى أن أطلب أن أصبح ملكة و لكن أن أصبح ورقة .... فهذا عجيب حقا!!!
فما سر تعلقى بأن أكون ورقة !!!!
أعلم ..... قد يكون خبطا ًمن الجنون..... لكن ربما يكون ضرباً من الحكمة
ورق البردى.....الحمام الزاجل .... الكتب ... المخطوطات القديمة .... الرسائل ......(الصورايخ و المراكب الورقية ).......الخ
أعلم هناك المزيد ..... لكن هؤلاء ما بادروا إلى ذهنى كمرادفات لمصطلح ورقة.... بمعنى آخر....
تاريخ الحضارات و الأمم ..... العلم و الأدب منذ القدم ...... الرسائل عبر القارات.... الخرائط ..... و غيرها.
أرأيتم ما أعنى !!! فنحن ندين بالكثير و الكثير إلى الاوراق .... و رغم هذا لم نعر الورق اهتماما .....لقد أثرتنى هذه الأوراق إعجابا..... فالورقة لم تبحث عن مجد يخلدها .... بل بحثت أن تخلد مجداً .
( أقلامى ...كنتم دوما رفقاء دربى ..... لكن اليوم أنا ورقة !)
ترى أي ورقة سأختار أن أكون من ورق الكشاكيل ....!
الورقة الآخيرة ..... نعم
الورقة الآخيرة!!!
أتخيلها ......
( كانت بيضاء فى لون الثلج .... ترتدى ثوبا شفافا فى رقة المياه ..... تزينه تلك الخطوط الدقيقة السوداء ....كانت آخر الورقات .... فكانت الملكة و أمامها الوصيفات ......يسهرن على خدمتها فى هذا القصر الكبير الذى غُلفَت جدرانه بأوراق الحائط المزركشة الملساء ..... كان قصرها فى غاية الجمال .....وهو قصر واحد من ملايين القصور المختلفة الأشكال و الأحجام ......لم تترك بيتا لم تدخله ..... وعرفها أجدادنا الأقدام .... فحملت فى رأسها من المعرفة أطنان..... فامتلأت بعبق الزمان الفتان.....كانت ملكة ... فكان لها طابع خاص و مصير بسام )
- الفنان يرسم على الورقة فكانت الورقة الأولى و الورقة الآخيرة..... متفردة
-كنا صغار فى المدرسة.... سنكتب كلاما أو سنلعب لعبة بدون أن ترنا المعلمة..... إذا الورقة الآخيرة .... خزينة الأسرار
-نشتاق للوصول لنهاية الرواية .....الورقة الآخيرة ....جذابة
-سأنتهى من الدراسة بنهاية الورقة الآخيرة ..... كنز الأصبار
علمتم الآن لماذا أردت أن أكون ورقة و الآخيرة أيضا
.....!!
شكرا للقلم و الورقة.... فعندما أوشك نور الأمل أن ينطفئ ... عادت شمعة آخرى لتضئ من جديد .....
فقد ضربا لنا مثلا فى أن كيف هناك أشياء لم تمنعها بساطتها من أن تصنع لها مقطعا كبيرا فى أنشودة الحياة .... و لكن
العبقرية تكمن فى أين تكون بسيط .
فلا تبحثن عن مجد يخلدك .... بل ابحثن عن مجد أنت تخلده
مع حبي
للجميع